استتبّ أمر الدّعوة الإسلاميّة ببلوغ رسالة الإسلام إلى معظم أنحاء الجزيرة العربيّة في حياة النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- وبعثته الشّريفة التي استمرت ثلاثاً وعشرين سنة، وقد اطمأنّ قلب النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- بأنّه قد أبلغ الرّسالة التي كلّفه الله بها وأدّى الأمانة التي عليه، فقرّر في السّنة العاشرة للهجرة أن يحجّ الحجّة الأولى والأخيرة له في حياته الشّريفة، وهي الحجّة التي سمّيت بحجّة الوداع، فمتى كانت تلك الحجّة على وجه التّحديد، وما هي أبرز الأمور التي تحدّث عنها النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- في خطبة حجة الوداع.
حجّة الوداعفي اليومِ الخامس من شهر ذي القعدة من السّنة العاشرة للهجرة قرّر النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أداء مناسك الحجّ، فخرج معه من الصّحابة مئة ألف واستخلف على المدينة أبا دجانة -رضي الله عنه-، وقد لبّى النّبي للحجّ ولبّى معه المسلمون وهم يردّدون دعاء التّلبية: "لبيك اللّهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك له"، وقد استمروا بهذه التّلبية بعد الإحرام بالحجّ حتّى دخلوا مكّة المكرّمة.
ابتدأ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- في مكّةَ مناسك الحجّ باستلام الحجر الأسود، ثم ّالطّواف بالبيت ثلاثة أشواط، ثمّ الصّلاة خلف مقام إبراهيم، ثمّ شرب ماء زمزم، وبعد ذلك توجّه النّبي الكريم إلى منى، وفي صبيحة يوم التّاسع من ذي الهجرة توجّه مع جموع المسلمين للوقوف بعرفة، ثمّ إلى مزدلفة ثمّ أخيرًا أدّى مناسك الحجّ الأخيرة من رمي للجمار، ونحر هدي، وحلقٍ أو تقصير للتّحلل من مناسك الحجّ.
خطبة حجّة الوداعوفي عرفة خطب النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- في المسلمين خطبةً قرّر فيها عدداً من القواعد الأخلاقيّة والمبادىء والقيم التي ترتكز عليها رسالة الإسلام، ومن هذه الأمور:
المقالات المتعلقة بفي أي سنة كانت حجة الوداع